إضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها
on- 2016-01-09 13:12:37
- 0
- 4273
تكونت الإمبراطورية الرومانية في فترة الجمهورية ما بعد الحضارة الرومانية القديمة ، حيث كانت الحكومة تتميز برئاسة الأباطرة والمقتنيات الإقليمية الكبيرة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط في أوروبا وأفريقيا وآسيا .
وبدأت مدينة روما في الأزدهار فيما بين عام 100 ق.م و400 م حتي أصبحت أكبر مدينة في العالم ، في حين القسطنطينية ” روما الجديدة” حافظت على المركز الأول حتي عام 500 م ، في حين نما سكان الإمبراطورية إلى ما يقدر بنحو 90000000 نسمة أي ” نحو 20٪ من سكان العالم ” ، وكان عمر الجمهورية 500 عام ، ولكن الذي سبقها وزعزع استقرار هو تعرضها بشدة لسلسلة من الحروب الأهلية والصراعات السياسية ، والتي تم خلالها تعيين يوليوس قيصر كديكتاتور دائم عليها ، ثم اغتيل في عام 44 قبل الميلاد ، واستمرت الحروب الأهلية وأحكام الإعدام ، ولكن بلغت الأميراطوريه ذروتها بعد انتصار أوكتافيان ، حيث اعتمد ابن قيصر ، على مارك أنتوني وكليوباترا في معركة أكتيوم البحريه في عام 31 قبل الميلاد وضمها إلي مصر ، وكانت سلطة أوكتافيان الآن لا يمكن تعويضه ، وفي سنة 27 ق.م منحه مجلس الشيوخ الروماني رسميا له الغلبة على السلطة والعنوان الجديد له هو أوغسطس ، الذي يمثل بشكل فعلي نهاية الجمهورية الرومانية .الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
واستمرت الإمبراطورية إلى ما يقرب من 1400 سنة ، وفي أول قرنين من وجود الإمبراطورية أنتابها فترة من الاستقرار السياسي والازدهار الغير مسبوق والمعروفة بإسم باكس رومانا ، أو “السلام الروماني” ، وذلك بعد فوز أوكتافيان ، وحدث نمواً كبيراً في حجم الإمبراطورية ، وبعد اغتيال كاليجولا في عام 41 م ، نظر مجلس الشيوخ لفترة وجيزة علي استعادة الجمهورية ، ولكن الحرس الإمبراطوري أعلن كلاوديوس إمبراطور بدلا من ذلك ، وتحت قيادة كلوديوس ، غزت الإمبراطورية بريطانيا ، وكان أول توسع كبير له منذ أغسطس ، وبعد كلوديوس خلفه نيرو ، الذي انتحر في عام 68 م ، وعانت الإمبراطورية فترة وجيزة من الحروب الأهلية ، فضلا عن التمرد الكبير المتزامن مع يهودا والتي تم من خلالها إعلان أربعة جنرالات الفيلق مختلفة للإمبراطوريه ، حيث ظهر فيسباسيان منتصرا في عام 69 ، وإنشاء أسرة فلافيان ، قبل أن يخلفه ابنه تيتوس ، الذي افتتح الكولوسيوم بعد فترة وجيزة من اندلاع جبل فيزوف ، وأعقب فترة حكمه القصيرة التي كتبها عهد طويل من شقيقه دوميتيان ، الذي اغتيل في نهاية المطاف ، ثم عين مجلس الشيوخ أول الأباطرة الخمسة الجيدة ، حيث وصلت الإمبراطورية إلي أقصى حد بموجب تراجان ، والثاني في هذا الخط .
وبدأت فترة من زيادة المتاعب والتراجع في عهد كومودوس ، حيث أثار اغتيال كومودوس ” في عام 192 الأباطرة الخمسة ، منها سيبتيموس سيفيروس منتصرا ، وأدى اغتيال الكسندر سيفيروس في عام 235 لأزمة القرن الثالث حيث تم الإعلان عن 26 رجلا للإمبراطوريه من قبل مجلس الشيوخ الروماني على مدى خمسين عاما ، ولم يكن حتى في عهد دقلديانوس أن الإمبراطورية تستقر بشكل كامل مع الأخذ في الأعتبار أن الولاية الربعية التي شهدت أربعة أباطرة حكموا الإمبراطورية في وقت واحد ، وكان هذا الترتيب غير ناجح في نهاية المطاف ، مما أدى إلى قيام الحرب الأهلية التي انتهت أخيرا من عهد قسطنطين الأول ، حيث هزم خصومه ، وأصبح الحاكم الوحيد للإمبراطورية ، وتحولت قسطنطين لاحقا إلى العاصمة بيزنطة ، التي تم تغيير اسمها القسطنطينية تكريما له بها .
وظلت عاصمة الشرق حتى زواله ، كما اعتنقت قسطنطين للمسيحية ، والتي أصبحت فيما بعد دين الدولة الرسمي للامبراطورية ، وأن الجزء الشرقي من الإمبراطورية ” عرف فيما بعد باسم الإمبراطورية البيزنطية ” التي ظلت واحدة من القوى الكبرى في العالم إلى جانب الإمبراطورية الفارسية المنافسه الأساسية لها ، والشركة الساسانية ، التي ورثت الصراع الروماني الفارسي منذ قرون من سابقتها البارثيين ، وبعد وفاة ثيودوسيوس الأول ، الإمبراطور الأخير لحكم الإمبراطورية الموحدة ، تقلصت سيادة الإمبراطورية تدريجيا نتيجة إساءة استخدام السلطة ، والحروب الأهلية ، والهجرات والغزوات البربرية ، والإصلاحات العسكرية والكساد الاقتصادي .
وتعرضت روما للنهب في عام 410 من قبل القوط الغربيين ، ومرة أخرى في عام 455 من قبل المخربين اللذين يسارعوا في تسوس الإمبراطورية الغربية ، في حين سيطر الإمبراطور رومولوس أوغستولوس في عام 476 قبل أودواكر ، ومن المسلم به عموما بمناسبة نهاية الإمبراطورية في الغرب ، توقف حقا الجزء الغربي من الإمبراطورية فقط من الناحية القانونية عن الوجود عند وفاة الامبراطور يوليوس نيبوس في عام 480 ، بينما الإمبراطورية الرومانية الشرقية استمرت ألف سنه أخرى ، وسقطت في نهاية المطاف فى أيدي الأتراك العثمانيين في عام 1453 .
وكانت الإمبراطورية الرومانية من بين القوى الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية الأقوى في العالم وقتها ، وكانت أكبر إمبراطورية في فترة العصور القديمة الكلاسيكية ، وواحدة من أكبر الإمبراطوريات في تاريخ العالم ، حيث غطت مساحتها تحت قيادة تراجان 5 ملايين كيلو متر مربع وسيطروا على نسبة 70 مليون نسمة في ذلك الوقت ، أي تمثل 21٪ من سكان العالم بأسره . وذلك لضمان طول العمر ومدى واسع من الإمبراطورية للتأثير الدائم علي اللغة اللاتينية واليونانية والثقافة والدين والاختراعات والعمارة والفلسفة والقانون وأشكال الحكم على أحفاد الإمبراطورية . وطوال الفترة الأوروبية في القرون الوسطى ، جرت محاولات لإقامة خلفاء للإمبراطورية الرومانية ، بما في ذلك الحالة الصليبية ، والإمبراطورية الرومانية المقدسة ، عن طريق التوسع الأوروبي من خلال الاسبانية ، والفرنسية ، والبرتغالية ، والهولندية ، والإيطالية ، والإمبراطوريات الروسية والألمانية والبريطانية والبلجيكية ، ونشر الثقافة اليونانية والرومانية على نطاق عالمي ، وذلك لعب دورا هاما في تطور العالم المعاصر .
معلومات عن الإمبراطورية الرومانية
تركزت الامبراطورية القديمة ، فى مدينة روما ، التي تأسست في عام 27 قبل الميلاد بعد زوال الجمهورية الرومانية ، مع الاستمرار في الكسوف النهائي لامبراطورية الغرب في القرن 5 م .
وهناك أنتابها فترة من الاضطرابات والحروب الأهلية في القرن الثامن قبل الميلاد ، وشهدت مرحلة تحول روما من الجمهورية إلى إمبراطورية ، وهذه الفترة شملت عهد يوليوس قيصر ، الذي تولى في نهاية المطاف السلطة الكاملة على روما كديكتاتور ، وبعد اغتياله في عام 44 قبل الميلاد ، استبعد الثلاثي من مارك أنتوني ، يبيدوس ، وأوكتافيان ، ابن شقيق قيصر ، ولم يمض وقت طويل حتي ذهب أوكتافيان الى الحرب ضد أنتوني في شمال أفريقيا ، وبعد انتصاره في معركة أكتيوم البحرية “31 قبل الميلاد” قال انه توج إمبراطور روما الأول ، ولقب بأوغسطس . وأستمرت مدة حكمه من 27 قبل الميلاد إلى 14 م ، وتميزت بالاستقرار والسلام .
حيث أنشئ أوغسطس شكلا من أشكال الحكم المعروفة باسم عهد الزعامة ، الذي يجمع بين بعض العناصر من الجمهورية مع القوى التقليدية للملكية ، ومجلس الشيوخ لا يزال يعمل ، على الرغم من أن أوغسطس ، كما princeps ، أو المواطن الأول ، وظل في السيطرة على الحكومة . وتحت قيادة أوغسطس ، بدأت روما في الازدهار مرة أخرى ، وجاء الإمبراطور الذي ينظر إليه على أنه إله ، بعد ذلك ، وكانت تعبد كل الأباطرة جيدة كآلهة بعد الموت .
ومن بين الحكام الأحباء لروما ، تراجان الذي “حكم 98-117 ” ،و هادريان ” 117-138 ” ، وأنطونيوس بيوس ” 138-161 ” ، وماركوس أوريليوس “161-180 ” ، وارتفع منحط ، الرجل القاسي أيضا إلى السلطة مثل : كاليجولا ” 37-41 ” ونيرون ” 54-68 ” وكانوا مكروهين حيث عهودهم ضربت من السجلات الرومانية الرسمية .
و إبان حكم طيباريوس ” 14-37 ” تعرض الكثير من المسيحيين للتعذيب أو القتل ، حتى في عهد قسطنطين الأول ” 312-337 ” ، وفي عام 313 م صدر مرسوم التسامح لجميع الأديان ، ومن حوالي عام 320 اختارت الدولة الرومانية المسيحية بدلا من اضطهادها ، ولكن الإمبراطورية كانت تحتضر ، وكان ثيودوسيوس الأول ” 379-395 ” ، الامبراطور الأخير للحكم على مدى الإمبراطورية الرومانية الموحدة ، بينما الإمبراطورية الغربية ، كانوا يعانون من الاجتياحات المتكررة وهروب الفلاحين إلى المدن ، وعندما توفي ثيودوسيوس ، في عام 395 ، تم تقسيم روما إلى الإمبراطوريات الشرقية والغربية .
إرث من روما
خلال الجمهورية وأثناء معظم الامبراطورية ، كانت روما ذات القوة المهيمنة علي حوض البحر الأبيض المتوسط كله ، ومعظم دول أوروبا الغربية ، ومناطق واسعة من شمال أفريقيا . حيث يمتلك الرومان جيش قوي وكان موهوبا في الفنون التطبيقية للقانون ، والحكومة ، وتخطيط المدن ، وفن الحكم ، ولكنها اعترفت أيضا واعتمدت المساهمات القديمة الأخرى من الشعوب وأبرزها ، الكثير من ثقافات الإغريق ، وبالتالي الحفاظ عليها .
وأخيرا ، أصبحت اللاتينية ، لغة الرومان ، والمتوسطة لمجموعة كبيرة من الأعمال الأصلية في الحضارة الغربية ، وخطب شيشرون ، وتواريخ يفي وتاسيتوس ، والدراما لتيرينس ، وفوق كل ذلك شعر فرجيل وكلها جزء من تراث روما
سقوط الإمبراطورية الرومانية
شملت الإمبراطورية الرومانية معظم أوروبا الغربية ، واحتلتها الامبراطورية بفضل الجيش الروماني وقد تم تأسيسها من البلدان التي تم غزوها ، وكانت البلدان الرئيسية هي : إنجلترا / ويلز ” المعروفة آنذاك باسم بريطانيا ” ، واسبانيا “هيسبانيا ” ، وفرنسا ” بلاد الغال أو غليا ” ، واليونان ” أكايا ” والشرق الأوسط ” يهودا ” والمنطقة الساحلية شمال أفريقيا .
وفي السنوات المبكره من روما ، عاشت الدولة في الخوف من جارتها الأكثر قوة ، وقرطاج . والقرطاجيين كانوا أكبر تجار في البحر الأبيض المتوسط ، وأراد الرومان التوسع في هذه المنطقة التجارية ، وكان الصدام حتميا في عام 264 قبل الميلاد ، وكان الرومان والقرطاجيين في حربهم الأولى من سلسلة ثلاثة حروب ، والمعروفة باسم الحروب البونيقية ، وهزم الرومان في نهاية المطاف القرطاجيين ، ومع ذلك ، ظلت هذه الحروب أكثر من 100 عاما حتي انتهت في نهاية المطاف في عام 146 قبل الميلاد .
وفي الحرب البونيقية الثانية ، خسر الرومان عدة معارك هامة – الكائن الأكثر شهرة ضد هانيبال القرطاجي العام ، ومع ذلك ، كان الرومان أقوياء بما فيه الكفاية للاستيلاء على مدينة قرطاج في شمال أفريقيا ، وأحرقت قرطاج ودمرت كل مظاهر المدينة من قبل الرومان بوصفها علامة على ان قوة القرطاجيين قد اختفت إلى الأبد .
وبعد هزيمة قرطاج ، أصبح الرومان دولة متوسطية أقوى ، والانتصار على القرطاجيين أعطى فرصة للرومان لتوسيع سلطتهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، وأصبحت أكثر غني وقوه وأكثر قدرة علي توسيع امبراطوريتهم .
ولم تكن الرومان راضية علي قهر الأرض ، بينما أدركوا أن الأرض البعيده قد تجعلها أيضا من الأراضي الغنية ، وبذلك تجعل روما من أكثر الأثرياء ، وبالتالي سعت لقهر أوروبا الغربية في أوج قوتها ، في حوالي عام 150 م ، وسيطرت روما عليها وأصبحت من أعظم الإمبراطوريات على الإطلاق في أوروبا وفي ذلك الوقت ، واستفادت العديد من الدول التي غزاها الحكم الروماني ، حيث فرضت الطرق الرومانية على حياة تلك المجتمعات المقهورة ، وأنشأت الحمامات الرومانية العامة والطرق وإمدادات المياه والسكن وما إلى ذلك كل ظهر في أوروبا الغربية – على الرغم من أن العديد منها سقط في يد الترك بعد تراجع الرومان إلى روما .
ومن المفارقات أن الحجم الهائل لهذه الإمبراطورية ، والتي تعجب له الكثيرين ، هو السبب الرئيسي لانهيار قوة الرومان ، حيث واجهت الرومان صعوبة كبيرة في الحفاظ على السلطة في كل أرجاء إمبراطوريتها ، وتوريد جيشهم كان مشكلة رئيسية حيث أن امتدت خطوطها من الاتصالات إلى أقصى حد ، وأصبحت قوة الإمبراطورية تقع على عاتق نجاح الجيش الروماني ، حيث أدي هذا النجاح إلى إضعافها ، وبدأت الإمبراطورية في الانهيار .
إضمحلال الإمبراطورية الرومانية
وصل الجيش الغازي إلي ضواحي روما ، في 410 م ، واخترق القوط الغربيون بقيادة ألاريك ، جدران روما وأقال عاصمة الإمبراطورية الرومانية . مارس القوط الغربيين عمليات النهب والحرق ، ونهبوا كل ما في طريقهم عبر المدينة ، وتركوا أعقاب الدمار أينما ذهبوا ، واستمر النهب لمدة ثلاثة أيام ، في المرة الاولى منذ نحو ألف عام ، وكانت مدينة روما في أيدي شخص آخر من الرومان ، وفي هذه المرة أقيل حاكم مدينة روما ، وسقطت روما .