تاريخ الإمبراطورية البريطانية
on- 2016-01-04 18:21:58
- 0
- 5390
نشأت الإمبراطورية البريطانية من ممتلكاتهم في الخارج ، بالإضافة حصولهم على المراكز التجارية التي أنشأتها إنجلترا بين أواخر القرن الـ 16 وأوائل القرن الـ 18 الميلادي ، ولذا فإن الإمبراطورية البريطانية تتألف من سياداتها على المستعمرات والمحميات والولايات والأقاليم الأخرى التي حكمت أو أديرت من قبل المملكة المتحدة .
كانت الإمبراطورية البريطانية هي أكبر إمبراطورية في التاريخ ، ومنذ أكثر من قرن ، كانت تمثل القوة العالمية قبل كل شيء ، وبحلول عام 1922 ، سيطرت الإمبراطورية البريطانية على نحو 458 مليون نسمة ، أي خمس سكان العالم في ذلك الوقت ، وشملت مساحة الامبراطورية على أكثر من 33670000 كم 2 ، أي ما يقرب من ربع المساحة الكلية للأرض ، ونتيجة لذلك ، أصبح إرثها السياسي والقانوني واللغوي والثقافي منتشر على نطاق واسع ، وأطلق عليها وهي في ذروة قوتها عبارة “الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس” وكثيرا ما تستخدم لوصف الإمبراطورية البريطانية ، بسبب انفتاحها في جميع أنحاء العالم .
خلال عصر الاستكشافات في القرن ال15 وال16 ، كانت البرتغال واسبانيا رائدة الاستكشافات الأوروبية في الكرة الأرضية ، وخلال هذه العملية أسست الإمبراطوريات الكبيرة في الخارج .الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
وكونت هذه الإمبراطوريات ثروة عظيمة ،حيث بدأت إنجلترا ، وفرنسا ، وهولندا في إنشاء المستعمرات وشبكات التجارة من تلقاء نفسها في الأمريكتين وآسيا ، ولكن قامت سلسلة من الحروب في القرنين ال17 وال18 مع هولندا وفرنسا وأنفصلت انجلترا ” ثم تم الاتحاد بين انجلترا واسكتلندا في عام 1707 ، وكونت بريطانيا العظمى ” وأصبحت القوة الاستعمارية المهيمنة علي أمريكا الشمالية والهند .
واستقلت المستعمرات الثلاثة عشر في أمريكا الشمالية في عام 1783 بعد حرب الاستقلال الأمريكية ، التي تسببت في فقد بريطانيا بعض من أقدم وأكثر مستعمراتها اكتظاظا بالسكان ، وسرعان ما تحول الاهتمام البريطاني نحو آسيا وأفريقيا والمحيط الهادئ ، بعد هزيمة فرنسا في الثورة والحروب النابليونية عام ” 1792-1815 ” ، وبرزت بريطانيا كقوة رئيسية بحرية وامبريالية في القرن ال19 ” وأصبحت لندن أكبر مدينة في العالم منذ عام 1830 ” ، دون منازع في البحر ، وقد وصفت الهيمنة البريطانية في وقت لاحق كما ذكر باكس بريتانيكا “السلام البريطاني” ، وهي فترة من السلام النسبي في أوروبا والعالم بين عام ” 1815-1914″ وأصبحت فيه الإمبراطورية البريطانية لها الهيمنة العالمية .
وفي أوائل القرن ال 19، بدأت الثورة الصناعية لتحويل بريطانيا ، وأثناء المعرض الكبير في عام 1851 وصفت البلاد باسم “ورشة العالم” ، وتم توسيع الإمبراطورية البريطانية لتشمل الهند ، وأجزاء كبيرة من أفريقيا والعديد من المناطق الأخرى في جميع أنحاء العالم ، إلى جانب السيطرة الرسمية المبذولة على مستعمراتها الخاصة ، والهيمنة البريطانية على جزء كبير من التجارة العالمية ، ويعني ذلك أنها سيطرت بشكل فعال على اقتصادات العديد من المناطق ، مثل آسيا وأمريكا اللاتينية ، ومحليا فضلت المواقف السياسية والسياسات التجارية ودعتها تعمل حرة مع التوسع التدريجي ، وخلال القرن العشرين ، زاد عدد سكانها بمعدل دراماتيكية ، يرافقها التوسع الحضري السريع ، مما تسبب في ضغوط اجتماعية واقتصادية كبيرة ، للحصول على الأسواق ومصادر المواد الخام الجديدة ، وأطلق حزب المحافظين تحت دزرائيلي فترة من التوسع الإمبريالي في مصر ، وجنوب أفريقيا ، وغيرها ، وأصبحت كندا ، وأستراليا ، ونيوزيلندا سادات الحكم الذاتي .
ومع بداية القرن العشرين ، كانت ألمانيا والولايات المتحدة تتحدى بعضا من تقدمها الاقتصادي في بريطانيا ، وكانت التوترات العسكرية والاقتصادية اللاحقة بين بريطانيا وألمانيا من الأسباب الرئيسية للحرب العالمية الأولى ، وخلالها أعتمدت بريطانيا اعتمادا كبيرا على إمبراطوريتها ، وسبب الصراع ضغطا هائلا على الموارد العسكرية والمالية والقوى العاملة لبريطانيا ، على الرغم من أن الإمبراطورية حققت أكبر قدر من الأراضي فورا بعد الحرب العالمية الأولى ، كانت بريطانيا لم تعد القوة الصناعية أو العسكرية البارزة في العالم .
وفي الحرب العالمية الثانية ، احتلت بريطانيا مستعمرات في جنوب شرق آسيا من اليابان ، وعلى الرغم من النصر النهائي لبريطانيا وحلفائها ، ولكن أثرت الأضرار التي لحقت ببريطانيا علي هيبتها وأدت إلى تسريع انهيار إمبراطوريتها في الهند ، وحيازتها الأكثر قيمة وعدد سكان في بريطانيا ، وحقق الاستقلال جزء من حركة الاستعمار الكبيرة التي منحت بريطانيا الاستقلال لمعظم أراضي الإمبراطورية ، ونقل سياستها من هونغ كونغ إلى الصين في عام 1997 يمثل بالنسبة للكثيرين نهاية الإمبراطورية البريطانية ، وتبقى أربعة عشر من الأراضي في الخارج تحت السيادة البريطانية بعد الاستقلال ، وانضم العديد من المستعمرات البريطانية السابقة إلي رابطة الأمم ، ولهم حرية تكوين الجمعيات مع الدول المستقلة .
والمملكة المتحدة هي الآن واحدة من 16 دولة للكومنولث ، تجمع ما يعرف بعوالم الكومنولث ، وأن حصة واحدة للعاهل-الملكة اليزابيث الثانية .
معلومات عن الإمبراطورية البريطانية
كانت الإمبراطورية البريطانية في ذروتها ، وهي أكبر إمبراطورية رسمية في العالم ، ولم يعرف أي إمبراطوريه منافسه لها على هذا النحو ، حيث امتدت قوتها ونفوذها في جميع أنحاء العالم .
وتم تشكيلها بكل طرق هذا الموقع المخصص لتحليل تاريخ الإمبراطورية البريطانية : من حيث الانتصارات ، والإذلالات ، والحسنه التي جلبت ، والسيئة التي قد لحقت بها وحولتها للأفضل أو أسوأ من ذلك ، وكانت الامبراطورية البريطانية له تأثير كبير على تاريخ العالم ، وهذا هو السبب في أن يحاول هذا الموقع لبعث الحياة في الشعوب والثقافات ، والمغامرات والقوى التي جعلت الإمبراطورية مثل هذه المؤسسة القوية ، وأنها ليست اعتذارا ، ولا ذكريات الحنين للمؤسسة ، ولذلك سيطرت على العالم لأكثر من قرنين من الزمان ، وبدلا من ذلك ، فإنه يحلل ويصف المؤسسة الضخمة التي أثرت في شكل العالم الذي نراه اليوم .
كيف كانت الإمبراطورية البريطانية كبيرة ؟
بطبيعة الحال ، كان توسيع نطاق الإمبراطورية البريطانية والتعاقد يتم بصورة عشوائية على مر السنين ، وأصبحت إلى حد كبير مع المستعمرات الأمريكية الآخذة في التوسع في القرون السابع عشر والثامن عشر ، وخاصة بعد هزيمة الفرنسيين في حرب السنوات السبع ، حيث فقدت الثورة الأمريكية الكثير من هذه الأرض ، ولكن توسع المصالح البريطانية في الهند شغل هذا الفراغ ، إلا أنه في الحقيقة الأنتصار في الحروب النابليونية سمحت لبريطانيا الوصول إلي هوفر القواعد البحرية وخلق إصبع القدم تتوغل في جميع أنحاء العالم ، وهذه عادة ساعدت علي القفز من نقطة للتوسع الهائل في العصر الفيكتوري ، وساعدت علي التقدم في أنظمة الطب ، والنقل والاتصالات ، وجعلت أكثر دول العالم يمكن الوصول إليها مع أفريقيا وتوفير حافز المضي للإمبريالية الأوروبية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر .
وبعد الحرب العالمية الاولى تم إضافة الكثير من المستعمرات إلى الإمبراطورية البريطانية علي شكل ولايات ، حيث خلقت قائمة من السكان ذات أحجام مختلفه من المستعمرات في عام 1924 على أعلى معدل إقليمي من الإمبراطورية ، على الرغم من أن اقتصاد الإمبراطورية بدأ يدخل في فترة الانخفاض خلال سنوات ما بين الحربين ، ولكنه لا يزال يستطيع في الوقت الحالي تغطية ما بين ربع وثلث العالم ، وأنه يمثل أكثر من مائة وخمسين أضعاف مساحة بريطانيا العظمى نفسها .
ونرى خلال الحرب العالمية الثانية أن الكثير من أراضي الإمبراطورية هددت أو فقدت مؤقتا ، على الرغم من كونها على الجانب المنتصر ، ولكن الإمبراطورية لم تعافي من التحولات الجيوسياسية الناجمة عن الحرب العالمية الثانية ، وستدخل في فترة تراجع نهائي ، حيث كانت الهند أول وأكبر منطقة يتم أنفصالها ثم الشرق الأوسط وأفريقيا ثم مختلف ممتلكات البحر الكاريبي والمحيط الهادي التي ظلت لفترة أطول قليلا ، ولكن معظم هذه أيضا ذهب طريقهم للأنفصال ، وكانت هونغ كونغ آخر المستعمرات الكبرى إلتى فقدت في عام 1997 .
نظريات الإمبراطورية :
أستغرق المؤرخون وقتا طويلا لمناقشة ، كيف ؟ ولماذا ؟ كان البريطانيون قادرون على جمع هذه الأمبراطورية الهائلة وتوسعيها في السنوات التي تلت 1497 ، ولماذا كانت بريطانيا قادرة علي أن تحل محل الامبراطوريات البرتغالية والهولندية والاسبانية في القرن السابع عشر والثامن عشر ومرت قرون فعليه للتحديات الفرنسية والروسية والألمانية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وهذه المناقشات لا تزال مبهمه وليس لها إجابة قاطعة .
ولقد وضع الطلاب مجموعة واسعة من العوامل في مجالس العصف الذهني ، ولكن تم شرح بعض الأسباب المذكورة والأكثر شيوعا .
المسيحية والتجارة والحضارة :
نظرا لصعود الإمبراطورية البريطانية في أواخر القرن العشرين وأوائل التاسع عشر ، كان ينظر إلى الجانب البروتستانتي المسيحي من قبل الكثيرين داخل الإمبراطورية البريطانية كجزء من معركة أكبر مع الدول ‘الكاثوليكية من أوروبا القارية ، ومنذ الاصلاح ، أصبح يمثل الدين ليس مجرد الفرق الروحي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس البروتستانتية ولكن كان جزءا من المسابقة الثقافية والسياسية وأكبر بكثير بين منافسيه .
وكانت البرتغال واسبانيا وفرنسا والدول الكاثوليكية الذين طوروا إمبراطوريات تجارية ناجحة قبل الإنجليزية والهولندية ، كانت قادرة على القيام بذلك ، وأصبح الدين ذريعة لهذا التنافس التجاري بأن تتحول إلى المنافسة العسكرية والسياسية ، حيث أدت إلي نجاح الدول البروتستانتية في تحدي الهيمنة الكاثوليكية في العالم الجديد وجزر الهند الشرقية ، والتي بدات للتأكد من أن الله قد يكون في الجانب البروتستانتى ” قبل كل شيء – على الرغم من أن هذا لم يتجاهل حقيقة أن اللغة الإنجليزية والهولندية في الدين كانت تماما كما وجدت في كثير من الأحيان في رقاب بعضهم البعض .
الإمبراطورية الرسمية :
ظهرت نظرية أخرى مثيرة للاهتمام وهي مقترحة من قبل اثنين من المؤرخين الاقتصاديين ، غالاغر وروبنسون ، اللذان صرحا في الأساس أن الإمبراطورية البريطانية حاولت فعلا عدم السيطره علي المستعمرات إذا كان ذلك ممكنا ، وفي الواقع ، كانت هذه المستعمرات تقريبا علامة على الفشل ، وقالوا ان البريطانيين مهتمون بالبحث عن فرص للتجارة واستطاعوا الوصول إلى الأسواق والمواد الخام دون الحاجة للاستعمار وذلك سيكون أفضل بكثير ، وأعطوا أمثلة على السلطة البريطانية “اللينة” الموجودة في الأمريكتين والصين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط . وكانت هذه المجالات التي يمكن للبريطانيين القيام بأعمال تجارية ولكن دون النفقات العامة والتكاليف الإداريه والدفاع عن الأرض ، وأوضحت الحجة في أواخر القرن التاسع عشر بزيادة عمليات الاستحواذ ، نتيجة الحاجة إلى الاستجابة للمنافسة الشرسة مع القوى الأوروبية الأخرى الذين حرصوا على أخذ الأراضي والأسواق والموارد لأنفسهم وحرمان منافسيهم منها . كما بدا العالم في التحويل إلى الحمائية ، وحتى بريطانيا نفسها أخذت تجرب من تفضيلات الإمبراطورية التي اقترحها تشامبرلين في بداية القرن ال20 .
وتعد هذه النظرية رسم جذري في خريطة الامبراطورية لإعطاء الأولوية إلى تلك المناطق حيث هناك حاجة إلى السيطرة البريطانية الرسمية على الإطلاق .
هيمنة متروبوليتان :
وقد وصفت نظرية واحدة للهيمنة البريطانية لشرائح واسعة من العالم ، بأن بريطانيا قادرة على أن تحصل علي موارد المستعمرات المختلفة في شكل سلع ورأس المال والعلم والسكان ومن ثم يتم تخصيصها لهم بأكثر كفاءة في استخدام المؤسسات ومكثف السياسية والطاقة المتاحة في البلد الأم ” متروبول ” وخصوصا تلك التي في لندن ، وتستند هذه النظرية على فكرة حكومة مركزية قوية ، والمؤسسات التعليمية والتجارية والمالية التي تعزز بعضها بعضا ، لتستخدم موارد الإمبراطورية لإثراء أنفسهم ، وبناء ميزة تنافسية أقوى من أي وقت مضى ، اقتصاديا ، واستراتيجيا وسياسيا ، ورأى أيضاً أن المؤسسات المستخدمة من ثروة وقوة لحراسة مراكز قوتهم وتعزيز مصالحهم الخاصة باستخدام الإمبراطورية كقناة أو الساحة التي تمارس فيها مواهبهم وسلطتهم .
مزيج من العوامل :
بطبيعة الحال ، ونادرا ما يكون هناك جواب واحد مع واقع معقد من السياسة والاقتصاد والتنافس العسكري ، ربما لا يوجد سبب واحد لشرح كيفية خلق مؤسسة بريطانيا العظمى .
نجد أسباب معزولة ومختلفة ، ومزايا وحالات محلية تتضافر لخلق سلسلة من مبررات الاستيلاء على المستعمرات المعزولة التي تجمع بين تشكيل الإمبراطورية البريطانية الضخمة والواسعة