العفاريت والتماسيح أعداء التنمية
- بقلم د. فيصل معيض السميري
- 01/01/1970
التنمية تعتمد في الأساس على كفاءة الإنفاق الحكومي خاصة. ووطننا بحاجة إلى استثمار أموال هائلة في البنية التحتية ومشاريع نوعية وقطاعات اقتصادية جديدة. جميل أن نسمع عن هذه المشاريع، وجميل جدا أن نراها تتحقق وتنفذ، والأجمل أن يتم ذلك كله بأقل تكلفة على المواطن وميزانية الدولة وبأعلى كفاءة استغلال للموارد ونفس الوقت القضاء على الفساد باعتباره المعوق الاول للتنمية ، ولا يمكن ذلك الا اذا تم كنس الفساد من اعلى والقضاء على عفاريت وتماسيح الفساد الذي عانى منها الوطن كثيرا .
العفريت لا يمكن رؤيته ولكن يمكن معرفة نتاىج أعماله ، اما التمساح فضخم جدا يلتهم دون محاسبه ، وبالتالي فان مكافحة الفساد لابد من تصل الى اجتثاث هذين النوعين حتى يمكن تحجيم الفساد والسيطرة علية خاصة اذا أصبحت الحكومة الالكترونية المسيطرة ، وفعلت بشكل تام سهلت المراقبة ، وقل ضرر العفاريت والتماسيح وانعكس ذلك على التنمية وتطوير الوطن .
حاولت تحديد معنى العفاريت والتماسيح فاذا ذكر العفريت تذكر سورة النمل حيث قال تعالى (قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ )
و العفريت في الآية هو أحد عفاريت الجن الذي تطوع لجلب عرش الملكة بلقيس ملكة سبأ للملك ونبي الله سليمان عليه السلام.
والعفريت المقصود في هذا المقال ليس ما ورد في سورة النمل وإنما عفريت الانس حيث يتفق الجميع على خطورة هذا النوع من العفاريت وفي نفس الوقت ما يتمتع من مهارة الاختفاء والحرص على عدم الظهور أمام الناس .. فالعفاريت هم من يحركون البيادق لتنفيذ مخططاتهم دون أن تعرف من هم أو من أين أتوا ،فهل تستطيع عفاريت الفساد استخدام مهارتهم في الاختفاء من سيف العدالة في زمن المحاسبة والردع وتحقيق الحكم الرشيد ...
التمساح من أضخم الزواحف الحية، له جسم طويل وأرجل قصيرة وذنب طويل قوي يمكنه من السباحة، وأسنان حادة يقبض بها على فريسته يختبئ التمساح في قاع المستنقعات، قبل أن ينقض بشكل مفاجئ على فريسته ويعود للاختباء، دون الظهور إلى السطح ، والتماسيح الطبيعية تعيش لضمان الاستمرار ، أما التماسيح البشرية تعيش على الافتراس الى الابد .
التنمية في بلادنا عانت كثيرا من عفاريت الليل التي لا ترى ، تسعى وتتحرك لا رضاء التماسيح التي عاثت في المشاريع الفساد فهي ومن خلال العفاريت تعيق وتعطل التنمية وسوف اسرد بعض الأمثلة التالية:-
١- عندنا المدن تغرق لسوء التنفيذ ولعدم وجود التصريف مع ما رصد من مشاريع ولكن التماسيح سلمت المشروع واستلمت العفاريت على الورق و مشاريع مدينة جدة اكبر شاهد .
٢- كم شبكات التماسيح من الاراضي وكم حولت العفاريت اغلب المشاريع على هذه الشبوك لدفع تعويضات وتجفيف ميزانيات الوزارت والجهات لصالح التماسيح ، يقال بعض الشبوك تحدد بالطائرة ، وفيه من يسجل ويوثق الملكية من عفاريت الجهات الرسمية .
٣- كم كسبت التماسيح من عقبة ضلع وكم مات فيها من مواطن وأسرته
٤- كم كسبت التماسيح وعفاريتهم من الطرق التي تسلم بدون مواصفات ونجدها تنزل وتتحفر بعد فتره بل لا بد من تحريك الوايتات وقت الأمطار لسحب المياة اين الميول ام الوايتات جزء من مشاريع التماسيح.
٥- وازرة الصحة في عانت كثيرا ولازالت تعاني من فتحة فم التمساح التي تقضم جزء من ميزانيتها .
٦- وزارة النقل اين الطرق الاستراتيجية التي تربط وطننا المترامي الأطراف التماسيح اكتفت بتحويل الطرق الزراعية الى طرق سريعة دون مواصفات والدليل ان اكبر وفيات الحوادث على مستوى العالم في بلدنا
٧- التماسيح يروضون الشعب من خلال إقامة المساجد حتى يضعوا أسماؤهم عليها ونحن نتولى الدعاء لهم بطولة العمر .
٨- التماسيح وعفاريتهم لا يهمهم كما في بلدنا من بطالة فاولادهم وأقاربهم يعينون جميعا في بيان واحد ، وبل ويصلون الى كافة المراكز القيادية .
٩- التماسيح يجدون بمهارة عالية صناعات الازمات حتى لا يكشف امرهم ، فهم وحدهم لا ينطبق عليهم الأنظمة وغيرهم يحاسبون من خلال حتى التعاميم.
١٠- التماسيح هم من يقف حائل امام المحاسبة والمساءلة ولايرضون بالشفافية وتحكم على بلدنا المنظمات الدولية من خلال سلوكياتهم .
١١- التماسيح وعفاريتهم كانوا السبب في عدم وجود قطاع خاص قوي يعتمد على نفسه ومصانعه مثل ماليزيا وكوريا الحنوبية وسنغافورة ، كون هذه التماسيح لا تفكر الا بما تقضمة من ميزانية الشعب.
في الختام ... ان صدور امر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الامير محمد بن سلمان ، وعضوية عدة جهات ، وباستثناء من الأنظمة والتنظيمات والتعليمات والأوامر والقرارات، تقوم اللجنة بحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام ،
هذا الامر شكل نقطة تحول في حياة العفاريت والتماسيح التي عاثت فساد دون محاسبة ، فقد كان هذا الامر الملكي الذي تحدث عنه العالم طلقة في راس كل تمساح او عفريت تسبب في اهدار المال العام او تسبب في اعاقة التنمية في اَي شبر من الوطن شكرًا لك ملك العزم والحزم وشكرا لولي عهدك الذي وفاء بعهده عند شرح روية المملكة 2030 بان المحاسبة لا ينجوا منها اَي احد مهما كان منصبة .
ان شاء الله ان نرى بلدنا قريبا في مصاف الدول المتقدمة في مجال التعليم والصحة والخدمات والابداع والابتكار فبلدنا يملك من الخامات ما سوف يذهل العالم ، وان غدا لناظرة قريب وسترون ( روية 2030.. القدية .. وجزر البحر الأحمر .. ونيوم) والمواطن وإبداعاته في المقدمة ... والسلام ،،،،،،،،،،
د فيصل بن معيض ( الطموح )
لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي