ورشة في كل مدرسة
- بقلم د.سعود بن صالح المصيبيح
- 14/09/2023
تحدث صديقي عما حدث لسيارة ابنه الطالب الجامعي عندما تعطل لديه إطار السيارة فتوقف ووجد نفسه عاجزاً وكسولاً من أن يغير الإطار فقاد السيارة إلى محطة المحروقات مسافة أدت إلى تجزؤ الإطار إلى أجزاء متهالكة أثر ذلك على حامل الإطار الذي تضرر كثيراً وأصبح غير صالح للاستخدام بمعنى أن إصلاح الإطار واستبدال الإطار الاحتياطي الذي لن يكلفه سوى دقائق معدودة أوصل إلى نتيجة باهظة وهو مبلغ قرابة ال 500 ريال جراء تغيير الإطار وحامله وأجرة العمل .
وتساءل صديقي عن سبب هذا التبلد واللامبالاة لدى ابنه.قلت المسؤول الأول أنت فهذه أمور يكتسبها الابن من والده لكن تساهلك معه أدى إلى إتكالية أوصلته إلى هذه النتيجة.
قال وهل هناك حلول أخرى.
قلت نعم. قال ماهي قلت
المدرسة دورها الكبير في تشكيل الطلاب وتعليمهم مايفيدهم وهم في سن مبكرة حيث أن الواقع وفي الغالب عند الكثير من الدول النامية بأن يتخرج الطالب من الثانوية العامة لا يتقن في الغالب القيام بأي عمل يدوي .
وقد سبق وأن زرت اليابان وكوريا وماليزيا وسنغافورة ووجدنا في بعض المدارس التي زرناها ورش في كل مدرسة إبتدائية ومتوسطة وثانوية متعددة المجالات يتعلم الطالب بشكل تطبيقي من الصف الاول الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية تعلم تدريجي ياخذه في مبادئ الصيانة الأولية للحواسيب الآلية والجوالات وميكانيكا السيارات والكهرباء والسباكة والنجارة والميكانيكا العامة وأعمال التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والفندقة والطهي والعمل في المطاعم وغير ذلك من اللوازم اليومية بحيث يكون ذلك ضمن نشاط ومقرر الطالب ويتخرج من الثانوية وهو قادر على إصلاح مايحتاجه لسيارته أو سيارة عائلته أو الحواسيب أو الجوالات أو الصيانة البسيطة في المنزل.
وهو هنا لا يأنف من العمل اليدوي والمهني والفني ولا يصنف كطالب مهني يلبس بدلة زرقاء لانه لم يتمكن من دخول الجامعة وينظر له نظرة قاصرة بل إن التعليم المهني والتدريب الفني مدموج في التعليم العام ولا يوجد جهاز منفصل وهذه أول خطوات اصلاح التعليم بحل هذا القطاع ودمج جميع مجالاته ضمن التعليم العام .
وسيؤدي ذلك إلى تعميق احترام العمل اليدوي لدى الناشئة وتخريجهم قادرين على الصيانة في منازلهم وخدمة أنفسهم والاستعداد للعمل في المصانع والمتاجر وفتح مجالات الاعمال الحرة الاكثر مردود والتي تسيطر عليها العمالة الوافدة بحيث يبقى البعض من خريجي الثانوية لسنوات في انتظار الوظيفة دون الدخول في مجالات الاعمال الحرة .
وماحدث لابنك يحدث يوميا لأبنائنا الذي يقف أحدهم حائرا أمام صنبور ماء يحتاج إلى ربط أو تغيير مصباح إنارة أو صيانة بسيطة للسيارة ولهذا قادوا في تلك الدول العالم فنياً وتقنياً وصناعياً وبقينا في بعض الاحيان اتكاليين في أبسط الأمور .
ضحك صديقي وقال فعلا أنا أعطف على أطفالنا الذين يحملون هذه الكتب الثقيلة على ظهورهم وتصيبهم بتشوهات في العمود الفقري ثم يتخرج الطالب ضعيفاً في المهارات وفي المعلومات وأسأل نتائج قياس عن مستوى الطلبة ومعلميهم.
قلت صحيح ووجود الورشة في المدرسة يساعد في اكتشاف ميول الطلبة فابنك في الرابعة من العمر تستطيع معرفة ميوله إذا كان يحب الفك والتركيب والتعامل مع الأجهزة أو لفظي يحب الحديث والكلام ..
وعندها تعزز فيه المدرسة الميول التي يواصل فيها حياته مهندسا أو طبيبا أو خطيبا أو إعلاميا أو غيرها من المهن المختلفة.
لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي