ومضات مشرقة من سجل الذكرى الواحدة والتسعون لتوحيد المملكة العربية السعودية!!
- بقلم عبد الله محمد فايز الشهري
- 26/09/2021
بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــ
في هذا اليوم الخميس السادس عشر من شهر صفر لعام 1443هـ يحتفل أبناء المملكة العربية السعودية بمشاركة أشقائها من دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية والدول الصديقة بمناسبة مرور واحد وتسعون عاما من عمرها المديد بإذن الله تعالى.
إن هذه الدولة الفتية بالمفهوم المدني الحديث, والقديمة بمفهوم الأزمنة والعصور السحيقة, تمتد جذورها في أعماق التاريخ, حينما قامت على أرض الجزيرة العربية بعض الرسالات السماوية والحضارات الإنسانية القديمة في حقب زمنية مختلفة, حتى اختمت برسالة الإسلام الخالدة, التي انطلقت من أطهر بقاع الأرض ,مكة المكرمة والمدينة المنورة وأشع نورها في كافة بقاع الأرض.
إن الحديث عن المنجزات التي تحققت للملكة العربية السعودية على نطاق واسع ,ليس مجالاً يمكن الإبحار فيه بتوسع لصعوبة الإحاطة بما تم تحقيقه خلال هذه المسيرة المباركة, كون هذه المناسبة مساحة حرة للتعبير عن حب الوطن ولقياس مشاعر أمة تعشق وطنها وقيادتها بما يتناسب مع الحدث ورمزية الذكرى.
وحينما نقلب صفحات تاريخنا المجيد الذي نحتفل بذكراه في مثل هذا التوقيت من كل عام ,فإن هذه الصفحة الجميلة التي نعيشها اليوم وتحمل الرقم (91) بما فيها من منجزات إنما هي امتداد لتلك الأعوام المباركة من عمر وطننا المتوثب نحو المزيد من التطور والنماء, وهي شمعات مضيئة ومصدر فخر لنا جميعاً ونحن نقطف ثمارها أمناً وطمأنينة, ورخاءً مزدهراً وعيشاً رغيداً.
إن هذه الذكرى الجميلة ونحن نعيشها لحظة بلحظة, تذكرنا بدور المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه, بما بذله من جهد مبارك في تأسيس هذا الكيان الكبير, حينما امتطى راحلة التوحيد في مرحلة مبكرة من عمره, ومضى في كل شبر من الوطن ينسج ثوب وحدته ,ويرسي قواعد بنائه ,ويرسم خطط تطوره, على هدى ونور من الله جل وعلا, يقيناً منه طيب الله ثراه /أن الحياة لا تستقر, إلا في ظل وحدة متكاملة قوامها القوة البشرية والإقتصادية.
فعلى صعيد التنمية وبعد توحيد هذا الكيان الكبير المترامي الأطراف نشأت وتوسعت عشرات المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة, في عمق الصحراء, وعلى شواطئ البحار/شرقاً وغرباً, وعلى تخوم الجبال والسهول, جنوباً وشمالاً ,بما تحقق فيها من مكونات التنمية, حتى أصبحت هذه المدن عقوداً متلألئة, تتزين بها خارطة الوطن, وأضحت المملكة العربية السعودية بفضل الله ,وجهة رئيسية لكثير من أبناء دول العالم, للبحث عن فرص العمل والعيش بأمن وأمان .
وعلى صعيد الحرمين الشريفين فقد جعلت لهما الدولة أيدها الله أولوية قصوى في قائمة اهتماماتها ومسؤولياتها, حينما خصصت لهما رئاسة عامة تعني بشؤونهما وتطويرهما وتوسعتهما بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلاً ,وأنشأت مصنعاً لكسوة الكعبة الشريفة, وأولت المؤسسات الدينية الأخرى اهتماما واسعاً حيث جعلت للحج والعمرة وزارة, وللمساجد والدعوة والإرشاد, وزارة وللفتيا والبحوث العلمية رئاسة وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رئاسة وأنشأت مطبعة متكاملة لطباعة المصحف الشريف والعناية به, وهي مؤشرات واضحة على أن الحفاظ على الدين من أهم الأولويات والثوابت التي قامت عليها دولة التوحيد.
أما على مستوى التنمية الشاملة, فالوطن يمضي بفضل الله تعالى نحو قمة المجد, بخطى ثابتة وآفاق متعددة من آفاق التنمية الشاملة على كافة الأصعدة, حتى أصبحت دولة حديثة تسابق الزمن بخطوات ثابتة لتكون ضمن الدول المتقدمة ,فالأمن مستتب, ودرع الوطن وسوره العالي قوي ,والإقتصاد متين ,والتعليم عنوان حضارة قادمة عبر مناهله المتعددة, والخدمات الطبية أصبحت سمة واضحة على مدى ما وصلت إليه من تقدم في هذا المجال ,والرفاهية ورغد العيش واقع ملموس يعيشه المواطن والمقيم على حد سواء.
بقي أن نشيد هنا بدور المواطن ,في تحمل مسؤوليته العظمى والهدف الأسمى من هذه المناسبة للتذكير بالحفاظ على منجزات الوطن ,ورسم صورة جميلة أمام العالم ,وهم يشاهدون احتفالاتنا الوطنية من خلال قنوات التلفزيون حول العالم ووسائل التواصل المختلفة ,لنؤكد أننا بناة مجد وحضارة, وأصحاب قيم ومبادئ راقية وراسخة, بقيادة خادم الحرمين الشريفين/الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله, ويؤازره في ذلك ويشد عضده, سمو ولي عهده الأمين ,الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وأعانهما على تحمل مسؤولية وطن بحجم المملكة العربية السعودية.
بقلم : عبد الله محمد فايز الشهري
بمناسبة اليوم الوطني (91)
الخميس 16/2/1443هـ
لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي